زهـــــــــور و ورود تفتــــــح الشهيـــــة

لا
يختلف اثنان ان الثقافة الاجتماعية عرفت تغيرا كبيرا في السنوات الأخيرة،
فبعد ان كان العديد من الناس يفضلون دعوة الاصدقاء والزملاء إلى حفلة عشاء
او غداء في مطعمهم المفضل، لأسباب عديدة منها ضيق الوقت وضغوط الحياة
العملية التي لا تسمح باستضافة أي احد في البيت، لوحظ تضاؤل وتراجع هذا
التوجه أخيرا لحساب الدعوات الـ «بيتوتية». فقد تبين انها اكثر حميمية،
كما لم تعد تستدعي التحضيرات الكثيرة التي كانت تتطلبها في السابق.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

والفضل
يعود بالأساس إلى توفر إمكانية طلب أطباق شهية وجاهزة من أي مطعم في حال
لم يتوفر الوقت او المهارة لتحضيرها. لكن يبقى السبب الأهم أن أغلب الناس،
ونخص هنا فئة الشباب، أصبحوا يفخرون ويفتخرون ببيوتهم، ربما لأنهم من صمم
ديكوراتها الداخلية أو فقط أشرفوا على تفاصيلها، وبالتالي يجدون في هذه
الدعوات فرصة للاستمتاع بأصدقائهم في محيط هادئ ومريح بالنسبة لهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وككل
ظاهرة اجتماعية، فقد وجدت صدى طيبا لدى صناع الأزياء والجمال، الذين توجه
معظمهم لتصميم كل ما يخص الديكور الداخلي من شراشف إلى أدوات منزلية
مختلفة، ونخص بالذكر منها الأطباق والأكواب والصواني، وكل ما يزيد من متعة
الأكل، أولم يقولوا أن «العين تأكل قبل البطن احيانا»؟ إلى جانب بعض قطع
الأثاث.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

موضة
هذه الأيام متفتحة بالورود والأزهار بمختلف اشكالها. فتأثير الموضة
والجمال كان واضحا على اسلوب مصمميها، الذين تخصص أغلبهم اساسا في تصميم
الأزياء، بدءا من دار «ميسوني» إلى البريطاني بول سميث أو دار «آسبري»
وهلم جرا، لذلك ليس غريبا ان يتفق هؤلاء ان الألوان البهيجة والنقوشات
الزاهية لا يجب ان تقتصر على الأزياء والماكياج، انطلاقا من قناعتهم بأن
الجمال يشمل كل ما يتعلق بجوانب حياتنا وكل ما يحيط بنا أو تقع عليه
عيوننا. وكما جاءت عروضهم للربيع والصيف تعج بكل ما يفتح النفس من ألوان
الطبيعة ورسوماتها، كذلك جاءت تصاميمهم للأطباق والأكواب والصواني وقطع
الاثاث الأخرى، لتكتمل بذلك الصورة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*
ميسوني روزيتا ميسوني، عميدة دار الازياء الايطالية التي تحمل اسمها، صممت
مجموعة من الصيني اطلقت عليها اسم «مارغريتيا» تيمنا باسم ابنتها. ويلاحظ
ان الاسلوب والالوان الجريئة والغرافيك على الصحون الصينية يعكس اسلوبها
في تصميم الأزياء، وهو ما تفسره روزيتا بقولها: »لقد اخترت تصميما يعجبني
شخصيا هو عبارة عن مجموعة من موتيفات الورود التي نجحت نجاحا كبيرا في
مجموعة الصيف لعام 2003، واعتمدتها منذ ذلك الحين لشعبيتها».

اطباق
الفاكهة والاطباق الجانبية ايضا تحتفظ بالتصميمات الكاملة، وإن خففت من
توهجها فيما يخص اطباق العشاء والحساء، التي حرصت فيها ان تكون مظللة
تزداد كثافة كلما اقتربنا من اطراف الصحن. تضم المجموعة أيضا فناجين قهوة
واباريق الشاي واطباق تقديم الطعام وكلها تتماوج بألوان متعددة مستوحاة من
الطبيعة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* إيلا
دوران قامت بتغيير التصميمات التي ترسم بطريقة تقليدية على الوسادات
والشراشف والأطباق وغيرها، واستخدام الصور الرقمية للزهور في المقابل.
ويجري طبع هذه الصور على خزف ابيض ثم يعاد وضعه في الفرن لتجفيفه وحماية
الصورة المرسومة.
وتقول
ايلا دوران «يخلق التصوير الفوتوغرافي صورة بسيطة لكن قوية بالوانها
الواضحة، التي اشعر انها ذات تأثير اكبر من الصورة المرسومة باليد. أما
بالنسبة للخلفية البيضاء فقد اخترتها لانني اريد للزهور ان تبرز
أكثر».وتجدر الإشارة إلى ان إيلا التقطت صور مجموعتها من حديقة جدتها
وحرصت ان تظهر فيها صورة لوردة منفردة على كل قطعة، بينما تزين براعم
الورود الاطباق الجانبية. وفيما يتعلق بفناجين الشاي والقهوة فقد اختارت
وردة منفردة ايضا، بينما تزين اطباق الفناجين ورقة واحدة من نبات الورد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* بول
سميث بول سميث كان واحدا من اول مصممي الازياء الذين يدخلون عالم تصميم
الاطباق والأواني، عندما صمم مجموعة «الخطوط» عام 2000، ويظهر فيها جليا
تأثير اسلوبه الخاص بالأزياء، كما تتميز بميلها إلى الكلاسيكية الرسمية.
لكن هذا لا يعني انها تقليدية بل فقط تليق بالمناسبات المهمة كما أزيائه
تماما. إلى جانب تأثير أسلوبه الخاص على هذه الأدوات، يظهر ايضا أنه عاد
إلى القرن التاسع عشر ليستوحي منه بعض أفكاره...

فأطقم
الصيني جاءت بألوان جريئة على خلفية فيروزية مجمعة معا في خطوط واياد ذات
الوان ذهبية، بينما وضعت الأطباق الرئيسية على اطباق اكبر ذات حدود مختلفة
الالوان. أما الكراسي فقد تميزت بنقوشات كبيرة وألوان متوهجة تبدو معها
وكأنها حديقة صغيرة متفتحة، وتجعلنا نندم على تخلصنا من كراسي الجدات ظنا
منا ان عهدها ولى من دون رجعة. ويشير سميث ان «تطبيق الفكرة كان تحديا
ولكني اعتقد ان النتيجة النهائية كانت رائعة».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*أسبري
استوحت دار أسبري البريطانية هذه المجموعة من النباتات البرية، وهو ما
يترجمه اسمها «بوتانيكل» . ويعترف مصممو الدار ان الفكرة ليست من بنات
أفكارهم، وأنهم اقتبسوها من رسومات قديمة جسدها جون ميلر في كتاب يعود
تاريخه إلى القرن الثأمن عشر، وذلك عندما فكروا في زيارة ارشيف الدار
لدراسته.
ومنذ
اللحظة التي وقعت فيها أعينهم على هذه الرسومات حتى تولدت لديهم فكرة
تزاوج القديم والحديث من خلال طقم كامل باللون الأبيض تزينه ورود ونباتات
متشابكة لكن متفرقة لتعطي مظهرا كلاسيكيا هادئا يتناغم فيه اللون البنفسجي
المتدرج مع الأخضر والبني والأصفر، مما يجعلها تتماشى مع كل المناسبات...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جاسبر
كونران احدث تصميمات جاسبر كونران من أدوات المطبخ كانت من نصيب شركة
«ويدجوود» البريطانية العريقة، وتتباين بين تصميمات صينية كلاسيكية تحتفظ
بخطوط سلسة ونسب متساوية وبين نقوشات متوهجة بألوان الطبيعة.
يقول
كونران: كنت افكر منذ فترة بخصوص التصميمات الصينية وكيف تحولت الى تقليد
بريطاني. واردت منح هذا الاسلوب طابعا يتماشى مع حياتنا المعاصرة. لقد عدت
الى المفهوم الذي كان سائدا في القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين،
الذي يعتبر ادوات المائدة الصينية تجميلية، وعملية في ذات الوقت، ولأني من
اشد المعجبين بالالوان، فقد اخترت ظلال الاخضر لأنها بنظري تزاوج التقليدي
والمعاصر...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تشكيله رائعه زعيم
ذوق وجمال وهدوء الوان
عاشت الايادي